وبيّنت الآيات القرآنية أن صحائف
الأعمال تعرض على الناس يوم يجيئون للحساب ، فيقال لهم : (
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ *
هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )[٣]
فينتاب المجرمون الدهشة والخوف والرهبة ممّا في تلك الصحائف من الأمانة والدقة ، قال تعالى : (
وَوُضِعَ
الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ
يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا
كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا
يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )[٤].
ولا يخفى أن في هذه الآيات ما يتعدّىٰ
الدلالة علىٰ الرصد والتسجيل ، إلى الدلالة على يوم الجزاء ، الذي يعرض فيه
على كل امرئ ما كان قد تم رصده وتسجيله عليه في حياته الدنيا ، والذي
استوعب كل صغيرة وكبيرة.
٧ ـ تبنّت الكثير من الآيات القرآنية
الردّ على شبهات منكري المعاد ، مؤكدة أنهم لا يمتلكون أدنى برهان أو دليل على إنكارهم ، وليس لديهم