نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 149
وحينما يُعرَضون على النار ويرون عذابها
تتقطّع أنفسهم حسرات من شدة الندم ، فيظهرون البراءة من كبرائهم وساداتهم ، وتتوارد عليهم الأماني ، فيقولون : (
يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا )[١]
، وكلّ منهم يقول : ( يَا لَيْتَنِي
قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )[٢] و(
يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا )[٣] وأنّى لهم
الندم وهم في محضر اليوم العسير ؟!
ويضجّون حسرّة على ما فرّطوا في الدنيا
، فيطلبون العودة إليها ، ليعملوا صالحاً ويكونوا من المؤمنين ، ويتعالى هتافهم : (
فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )[٤] ويصرخون : (
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ )[٥].
وتلك الأماني لا تعدو كونها سراباً
بقيعة ، لأنّهم في عالم الجزاء ، عالم لا تنفع فيه الطاعة والانابة وإظهار
الندم ، ولو كانوا صادقين لأنابوا وتابوا وهم في دار التكليف والعمل (
وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )[٦].
ومن هنا يأتيهم الجواب : (
فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ )[٧]