نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 117
والساعات ، فلا شيء إلّا الله الواحد القهّار
الذي إليه مصير جميع الاُمور »[١].
٢
ـ تغيير النظام الكوني
: الحياة في الآخرة هي نشأة ثانية تقوم
على نظام جديد يكتسب صفة الخلود ، ويشتمل على محض السعادة أو الشقاء ،
ويتمّ ذلك بعد تغييرالنظام السائد في النشأة الدنيا القائمة على الزوال
والفناء ، قال تعالى : (
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ )[٢].
وقد وصف الله تعالى ذلك التغيير الحاصل
في السماوات والأرض في آيات كثيرة ، يدلّ مضمونها على تسيير الجبال ونسفها
حتى تكون قاعاً صفصفاً ، أو كثيباً مهيلاً ، أو كالعهن المنفوش ، وتفجير
البحار وتسجيرها ، وتكون الأرض بارزةً كما دحاها أول مرة ، لا ترى فيها
عوجاً ولا أمتاً ، ثم تتزلزل وترتجف وتندكّ ، وتتكور الشمس ، ويخسف القمر ،
وتتهافت النجوم وتنكدر ويذهب نورها ، وتحمرّ السماء ، فتكون وردةً كالدهان
، وتنشقّ وتتصدّع ، وتُطوى كطيّ السجل للكتب.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام في وصف ذلك اليوم :
«
يوم عبوس قمطرير ، ويوم كان شرّه مستطيراً ، إنّ فزع ذلك اليوم ليرهب
الملائكة الذين لا ذنب لهم ، وترعد منه السبع الشداد ، والجبال الأوتاد ،
والأرض المهاد ، وتنشقّ السماء فهي يومئذ واهية ، وتتغيّر فكأنّها وردة
كالدهان ، وتكون الجبال كثيباً مهيلاً بعدما كانت صُمّاً صلاباً ... »[٣].
[١]نهج البلاغة /
صبحي الصالح : ٢٧٦ / الخطبة (١٨٦).