نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : الأسدي، محمد هادي جلد : 1 صفحه : 48
وكذلك الأمر مع « الغيبة » هذه الخصلة
المذمومة الممقوتة في نظر الشريعة ، إذ ورد الحكم في جوازها في بعض الموارد كجواز
اغتياب الفاسق المتجاهر بالفسق.
الدليل
الثالث : ورد في الحديث المتّفق عليه عند
الفريقين أنَّ الرسول محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال: « .. ألا وكل
بدعة ضلالة ، ألا وكل ضلالة في النار »
[١]. وورد بلفظ
آخر : « فإنّ كل
بدعة ضلالة ، وكل ضلالة تسير إلى النار
» [٢].
ودلالة الحديث بلفظيه على شمول جميع
أنواع البدع بإنّها ضلالة لا تحتاج منا إلى المزيد من الايضاح ، ولا تقبل الجدل والإنكار.
مواقف العلماء من تقسيم
البدعة
ما تقدم كان استعراضاً للأدلة على عدم
جواز تقسيم البدعة إلى مذمومة وحسنة ، وننقل القارئ الكريم الآن إلى مطالعة النصوص
التالية لعلماء من الفريقين قالوا بعدم جواز تقسيم البدعة :
١ ـ الحافظ ابن رجب الحنبلي ، قال : « والمراد
بالبدعة : ما أُحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ، أما ما كان له أصل من
الشرع يدل عليه ، فليس ببدعة شرعاً ، وإن كان بدعة لغة » [٣]. ويضيف قائلاً : « فقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم « كلّ بدعة ضلالة
» من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه
بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم: « من أحدث في أمرنا هذا
[١] بحار الانوار ،
للمجلسي ٢ : ٢٦٣ / ١٢ كتاب العلم باب ٣٢.
[٢] كنز العمال ،
لعلاء الدين الهندي ١ : ٢٢١ / ١١١٣.
[٣] الاساس في
السُنة وفقهها ، لسعيد حوّى : ٣٦١ ، عن جوامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي :
٣٣٣.
نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : الأسدي، محمد هادي جلد : 1 صفحه : 48