وكيف يا ترى مع وجود كل هذه النعوت
والاوصاف التي أطلقها القرآن الكريم على أشخاص أو مجموعات من الناس كانت تعيش في
أوساط المسلمين وتجتمع باجتماعهم ، يصف الرسول تلك القرون بأنّها خير القرون ؟!
إنّ الذي يبدو واضحاً أنّ الحديث موضوع
من أجل هدف خطير ، وهو تصحيح كل أفعال السلف وجعلهم معياراً فاصلاً بين الحق
والباطل ، فما فعلوه فهو الحق وما تركوه هو الباطل !!
ونحن نعتقد أنّ عمل السلف ليس مصدراً من
مصادر التشريع كما صوّره البعض وبنوا عليه كثيراً من الأحكام الشرعية التفصيلية ،
مع أنّه ليس هناك أي دليل يشير إلى اعتبار فعل السلف وحجيته في مجال الأحكام الشرعية.
إنّ قبول ذلك المعيار يعني استسلام
الشريعة المقدسة إلى البدع والمحدثات ، واختلاط الحرام بالحلال ، والوقوع في
تناقضات أفعال السلف التي طفحت بها كتب الرواية والحديث والوقائع التاريخية.
والأمر الوحيد الذي نمتلكه بهذا الصدد ،
هو أنّ فعل المتشرعة الذين يمثلون الطبقة الطليعية في المجتمع الإسلامي ، والذين
يحكي تصرفهم وسلوكهم عن واقع الأحكام الشرعية ، باعتبار حرصهم على تطبيق