نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : الأسدي، محمد هادي جلد : 1 صفحه : 17
والافتراء كذباً على
الله سبحانه وتعالى شأنه.
٣ ـ إنّ تحريف النصّ الالهي أمر خطير
حتى جاء في القرآن الشريف على لسان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: ( .. قُلْ مَا يَكُونُ لِي
أنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلقَآء نَفْسِي إنْ أتَّبِعُ إلاّ ما يُوحَى إليَّ إنّي
أخَافُ إنْ عَصيْتُ رَبّي عَذَابَ يَومٍ عَظيمٍ)[١].
وفي الآية الشريفة دلالة واضحة وصريحة
على قُدسية الأمر الالهي الوارد عبر الوحي ، وأنَّ تحريف هذا النصّ أو تبديله أمرٌ
خطير يورد صاحبه موارد الهلكة والخسران المبين إلى الدرجة التي يقول فيها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إنِّي
أخَافُ إنْ عَصَيتُ رَبّي عَذَابَ يَومٍ عَظِيمٍ).
٤ ـ وجاء في القرآن الكريم ما يدل على
تحقّق الابتداع بدعوى الزيادة أو النقصان في الأحكام الإسلامية كما في قوله تعالى
: (وَمَنْ أظلَمُ مِمِنَّ
افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أو كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفلِحُ
الظَّالِمُون)[٢].
إنَّ الكذب من المحرمات والموبقات التي
وعد الله عليها النار ، والبدعة من أفحش الكذب ، لإنّها افتراء على الله ورسوله ،
والمفتري مبتدع لأنه يريد أن يقول عن شيء ليس من الدين إنّه من الدين ، فيزيد فيه
ما ليس منه ، أو يقول عن شيء إنّه ليس من الدين وهو من الدين ، فينقص من الدين
شيئاً هو منه.
البدعة في السُنّة المطهّرة
فيما تقدم استعرضنا بصورة موجزة الآيات
القرآنية الشريفة الدالة على