نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 134
من السيئات. وأُخرى
مطلقاً.
ويمكن أن يراد
بالمطلقة سلامة القلب عن التعلّق بغير الحقّ جلّ وعلا ، كما قاله بعض المفسرين [١] في تفسيرقوله تعالى : (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ [٣١
/ ب] إِلَّا
مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[٢].
وأما الأمن المطلق فلعل المراد به
طمأنينة النفس بحصول راحة الأنس ، وسكينة الوثوق ، فإنّ السالك ما دام في سيره إلى
الحق يكون مضطرباً غيرمستقر الخاطر لخوف العاقبة ، وما يعرض في أثناء السير من
العوارض العائقة عن الوصول.
فإذا هبَّ نسيم العناية الأزلية ،
وارتفعت الحجب الظلمانية ، واندكت جبال التعيّنات الرسمية ، تنوّر القلب بنور
العيان ، وحصلت الراحة والاطمئنان ، وزال الخوف ، وظهرت تباشير الأمن والأمان.
وهذان المقامان ـ أعني : مقامي الأمن
والسلامة ـ من مقامات أصحاب النهايات ، لا من أحوال أرباب البدايات ، وقد أشار
إليهما مولانا وأمامنا أمير المؤمنين عليهالسلام
الذي إليه تنتهي سلسلة أهل الحقيقة والعرفان سلام الله عليه وعلى من ينتسب إليه في
كلام له عليهالسلام أورده السيد
الرضي [٣]رضياللهعنه في نهج البلاغة ، وهو قوله عليهالسلام في وصف من سلك طريق الوصول
__________________
[١] منهم الزمخشري
في كشافه ٣ : ٣٢١ ، والبيضاوي في انواره ٤ : ١٠٦.
[٣] السيد الشريف
الرضي ، ذو الحسبين ، أبو الحسن ، محمد بن الحسين الموسوي ، لم ير إنسان العين
مثله ، وقد عقمت الدهور عن ألإتيان بمثله ، أمره في الفقه والجلالة أشهر من أن
يذكر ، اتفق عليه المخالف والمؤالف ، روى عن جمع منهم الشيخ المفيد ، وهارون
التلعكبري ، وغيرهم ، ومن العامة الطبري المالكي ، والفارسي اللغوي ، والسيرافي ،
والقاضي عبد الجبار. وعنه أخذ وروى شيخ الطائفة الطوسي ، والدوريستي ، والنيسابوري
، وابن قدامة شيخ ابن شاذان ، وغيرهم.
له : أخبار قضاة بغداد ،
تعليق خلاف الفقهاء ، تلخيص البيان ، حقائق التأويل ، ديوان شعره ، المجازات
النبوية ، وكفاه فخراً جمعه لنهج البلاغة.
نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 134