نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 127
قوله تعالى : (أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا)[١]: أن المراد أرضاً منكورة مجهولة.
والفاء في « فاسال الله » فاء السببية ،
كما في قوله تعالى : (أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً)[٢].
فإنّ ذلك الأمر المجدد الذي جعل تجدّد
الشهر لإمضائه فيه لمّا كان مبهماً صارإبهامه سبباً لأن يسأل الله سبحانه أن يكون
بركة وأمناً وسلامة ، وما هو من هذا القبيل ، ولا يبعد أن تجعل فصيحة كما قالوه في
قوله تعالى : (فَقُلْنَا
اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ)[٣]، إما بتقدير شرط كما هو رأي صاحب
الكشاف ، أي [٢٧ / ب] إذا كان كذلك فأسأل الله؟ أو غير شرط ، كما هو رأي صاحب
المنهاج ، أي وهو مبهم فأسأل الله [٤].
والحقّ أن تصدير الشرط لاعتباره لا
ينافي كون الفاء فصيحة ، وأنّ الناقل واهم كما نبه المحقق الشريف في بحث الإيجاز
والإطناب من شرح المفتاح.
تتمة
:
عدوله عليهالسلام
في قوله : « فاسأل الله » عن الإضمار الذي هو مقتضى الظّاهر ، جرياً على وتيرة الضمائر
الأربعة السابقة ، أي الإظهار لعلّه للتعظيم ، والاستلذاذ ، والتبرّك ، وإرادة
الوصف بما بعده إذ المضمر لا يوصف ، وقول الكسائي ، بجواز وصف ضمير الغائب ضعيف ،
وأمّا جعل ما بعده هنا حالاً فلا
[٤] رأي الزمخشري لم
اعثر عليه في كتبه المتوفرة لديّ ، هذا وفي الأصل المخطوط ورد ( المنهاج ) وفي
المطبوعة ( المفتاح ). ولدى مراجعة مفتاح العلوم : ١١٧ ـ ١١٨ وجدناه يصرح بالشرطية
حيث يقول : ... « وفي خبر المبتدأ متضمناً لمعنى الشرط بكونه موصولاً أو موصوفاً
... » إذن يحتمل أن يكون المنهاج إشارة إلى أحد مؤلفات الزمخشري ، وهو مذكور في
عدادها. ولم أعثر عليه.
وانظر : رصف المعاني ١ : ٤٤٨
حيث يؤيد فيه نظرية صاحب الكشاف عند قوله : « واعلم أن النصب على الجواب بالفاء إنما
هو بعد الشرط والجزاء أصلاً » ...
نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 127