نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 122
والقرب منها كما في
القمر ، هكذا أورده [٢٥ / ب] فيها [١]وفي
نهاية الإدراك [٢].
وأقول : فيه نظر ، فإنّ القائل
باستفادتها النور من الشمس ليس عليه أن يقول بأنّ المستضيء منها إنما هو وجهها
المقابل للشمس فقط ، ليلزمه اختلاف تشكلاتها كالقمر ، بل أن يقول بنفوذ الضوء في
أعماقها كالقطعة من البلّور إذا وقع عليها ضوء الشمس ، بان الناظر إليها من جميع
الجهات يبصرها مضيئة باجمعها ، فتبصر.
ثمّ إنّ صاحب التحفة أورد على الدليل
المذكور : أنّ اختلاف التشكلات إنّما يلزم في السفليين لا في بقية الكواكب التي
فوق الشمس ، لكون وجهها المقابل لنا هو المقابل للشمس ، بخلاف القمر فيمكن أن
يستفيد النور منها ولا يظهر فيها التشكلات الهلالية بالقرب من الشمس [٣].
وما يقال من
أنه : يلزم انخسافها في مقابلات الشمس مدفوع بأن ظل الأرض لا يصل إلى أفلاكها.
ثمّ إنّه أجاب عن هذا الإيراد : بأن تلك
الكواكب إذا كانت على سمت الرأس ، غير مقابلة للشمس ، ولا مقارنة لها ، لم يكن
وجهها المقابل لنا هو المقابل لها بل بعضه ، ويلزم اختلاف التشكلات الهلالية.
ثمّ قال ، فإن قيل : إنّما لا يرى شيء
منها هلالياً لخفاء طرفيه ، لصغر حجم الكوكب في المنظر ، وظهوره من البعد المتفاوت
مستديراً.
قلنا [٢٦ / أ] : لو كان كذلك لرؤي
الكوكب في قرب الشمس أصغر منه في بعدها هذا كلامه.
وأقول : فيه نظر ، فإن للخصم أن يقول :
إنما يلزم ذلك لو وقعت دائرة