نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 121
سبق.
الخامس : أنّ
أجراماً صغيرة نيّرة مركوزة في جرم الشمس ، أو في فلكها الخارج المركز ، بحيث تكون
متوسطة دائماً بين جرم الشمس والقمر ، وهي مانعة من وقوع شعاع الشمس على مواضع
المحو من القمر ، وهذا الوجه للمدقق الخفري [١]
أورده في شرح التذكرة [٢]
، ومنتهى الإِدراك [٣]
واستحسنه.
وأقول : فيه نظر ، فإن تلك الأجرام إن
كانت صغيرة جداً ، تلاقت الخطوط الخارجة من حولها إلى القمر بالقرب منها ، ولم يصل
ظلّها إليه ، وإن كان لها مقدار يعتد به بحيث يصل ظلّها إلى جرم القمر فوصوله إلى
سطح الأرض في بعض الأوقات كوقت الاستقبال أولى ، فكان ينبغي أن يظهر على سطح الأرض
كما يظهر ظلّ الغيم ونحوه ، وليس فليس ، والله أعلم بحقائق الأمور.
خاتمة
:
ما مرّ من أن اكتساب النور من الشمس
مختص بالقمر لا يشاركه فيه غيره من الكواكب هو القول المشهور [٤] ، وعليه الجمهور فإنهم مطبقون على أنّ
أنوار ما عداه من الكواكب ذاتية غير مكتسبة من الشمس ، واستدلوا على ذلك : بأنها
لو استفادت النور من الشمس لظهر فيها التشكلات البدرية والهلالية ، بالبعد
__________________
[١] شمس الدين ،
محمد بن أحمد الخفري الشيرازي ، فاضل حكيم محقق ، من تلامذة صدر الحكماء الدشتكي
الشيرازي ، كان في غاية الفطنة ، وسرعة الخاطر ، جمع أقسام الحكمة ، سكن كاشان ،
وكان معاصراً للمحقق الشيخ علي بن عبد العالي الكركي ، له مؤلفات ، منها : رسالة
في اثبات الواجب ، وحل ما لا ينحل ، ومنتهى الإدراك ، وشرح التذكرة باسم التكملة ،
وغيرها والخفري نسبة إلى خفر بلدة من بلاد شيراز ، فيها قبر الحكيم جاماسب ، توفي
سنة ٩٥٧ = ١٥٥٠ م.