ثم انّ جملة من المحقّقين لم تمنعهم
شهرة البخاري من أن ينتقدوه وينتقدوا كتابه ، ولا شكّ انّ كلّ انسان له أخطاؤه
ونواقصه ، ويقبح كلّ القبح من العلماء أن يغلوا في حقّ أي واحد وإن كان مشهوراً أو
ينقصوا من حق أي أحد وإن كان مهجوراً ، وهذا هو الفارق بين العالم والجاهل.
فمن جملة ما اخذوا عليه ، انه ينقل
الحديث بالمعنى ، يعني لا يهتم بالفاظ الحديث مع انّها مهمة جداً ، فقد نقل أحيد
بن أبي جعفر والي بخارى قال : قال لي محمّد بن إسماعيل يوماً : ربّ حديث سمعته
بالبصرة كتبته بالشام ، وربّ حديث سمعته بالشام كتبته بمصر ، فقلت له : يا أبا
عبدالله بتمامه؟ فسكت[٢].
وعن محمّد بن الاَزهر السجستاني قال : كنت
في مجلس سليمان بن حرب والبخاري معنا يسمع ولا يكتب ، فقيل لبعضهم : ما له لا
يكتب؟ فقال : يرجع الى بخارى ويكتب من حفظه ( المصدر ).
وعن العسقلاني : من نوادر ما وقع في
البخاري انّه يخرّج الحديث تاماً باسناد واحد بلفظين[٤].
ومن جملة ما اخذوا على كتابه ما ذكره
ابن حجر في مقدمة الفتح : انّ