نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 451
« السلام عليكم أهل
الديار من المؤمنين والمسلمين ، وانّا إن شاء الله بكم لاحقون ، انتم لنا فرط ونحن
لكم تبع ، اسأل الله العافية لنا ولكم » [١].
أقول : فقد خاطب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الاَموات خمس مرات في هذا الدعاء ، ولولا
استماعهم أو علمهم بالخطاب لكان لغواً.
أرواح
المؤمنين
( ٩٣٨ ) عن ابن مالك ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « انّما نسمة المؤمن طائر في شجر
الجنة حتّى يبعثه الله إلى جسده يوم القيامة » [٢].
أقول : وفي روايات : انّ الروح يدخل في
بدن طائر.
ويقول السندي في حاشيته على المقام : قال
السيوطي في حاشية أبي داود : إذا فسّرنا الحديث بانّ الروح يتشكّل طيراً ، فالاشبه
أنّ ذلك في القدرة على الطيران فقط لا في صورة الخلقة؛ لانّ شكل الانسان أفضل
الاشكال.
قلت : هذا إذا كان الروح الانساني له
شكل في نفسه ويكون على شكل الانسان ، وأمّا إذا كان في نفسه لا شكل له ، بل يكون
مجرداً واراد الله أن يتشكّل ذلك المجرد لحكمة ما ، فلا يبعد أن يتشكّل أول الاَمر
على شكل الطائر ، وأمّا على الثاني : فقد أورد عليه الشيخ علم الدين العراقي : انّه
لا يخلوا إمّا ان يحصل للطير الحياة بتلك الاَرواح أو لا؟ والاَول : عين ما تقوله
التناسخية ، والثاني : مجرد حبس للارواح وتسجن...
أقول : انّما نقلت هذا المقدار من شرح
السندي توضيحاً ، ولكنّه غير صحيح ، وتحقيق المقام في محلّه. والروايات لا بدّ من
تأويلها.