قالت : معاذ الله أن أكون بلغتها ، وقد
سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر.
فقال لها : « لو بلغتها معهم ما رأيت
الجنّة حتّى يراها جدّ أبيك » [٢].
أقول : وقريب منه ما في بعض الكتب الستة
غير سنن النسائي.
والظاهر انّ الرواية وضعها بعض أعداء
أهل البيت ، فانّ النبي لم يعهد منه أن يتكلّم مع ابنته ( سيدة نساء أهل الجنة ) بهذه
الخشونة ، ولا سيّما بعد أن ذكرت له عدم مجيئها إلى المقبرة.
وثانياً : انّ الذهاب إلى المقبرة ـ على
فرض حرمته ـ لا يوجب الكفر حتّى لا ترى به الجنة ، بل تضافرت الاَحاديث في أنّ
أصحاب الكبائر الموبقة يدخلون الجنة إذا كان في قلوبهم ذرة من الايمان.
وثالثاً : انّ عبد المطلب كان موحّداً
مؤمناً بالله تعالى ، فأيّ مانع له من رؤية الجنة ودخولها ، لعن الله العصبية
الحمقى.
ثم أنَّ النسائي أنصف في الجملة ، وقال
بعد ذكر الحديث المذكور : ربيعة ـ أحد رواة الحديث ـ ضعيف.
[١] في النهاية لابن
الاثير ـ ٤ : ١٥٦ ـ : « لعلَّكِ بغلتِ معهم الكُدَى » أراد المقابر ، وذلك لاَنّها
كانت مقابرهم في مواضع صلبة ، وهي جمع كُدية.