نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 356
يسبّون فلم يسب معهم
... فسأله هذا السؤال.
قالوا : ويحتمل تأويلاً آخر انّ معناه
ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وانّه أخطأ[١].
أقول : أولاً : انّ معاوية لتأخُّر اسلامه
وعدم اعتنائه بالشريعة غير مجتهد ، وهو نفسه يصرح بانّه : ما كان أحد بمنزلتي من
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أقلّ عنه
حديثاً مني[٢].
وثانياً : لو بنينا مذهبنا على هذه
التأويلات الركيكة ، المشمئزة منها الطبع ، الخارجة عن طريقة أهل اللسان المألوفة
، لحكمنا على انفسنا ، ولا يقبل عاقل منّا هذا الدفاع عن الصحابة ، لا سيّما
كمعاوية وامثاله ، والله سبحانه لا يرضى الغلو في الدين لاَحد.
ثم انّه لو سلّمنا وسلّم العقلاء انّ
مراد معاوية من تأنيب سعد على عدم سبّه علياً هو تشويقه لذكر مناقب علي!! لكن ماذا
يصنع المتأوّلون بما صدر عن معاوية من سبّ علي وآله وشتمهم وتحقيرهم بما هو
متواتر؟ وماذا يقولون عن حربه معه في صفين وكونه من فئة باغية داعية إلى النار ، إلاّ
أن يقال انّ المراد بالنار هي الجنة ، وان الغرض من حربه في صفين إلزامه عليّاً
بأن يقبل بيعته وبيعة أهل الشام وادخال الشام في دائرة حكومته كالكوفة!!
اخرج أحمد والحاكم وصحّحه عن اُمّ سلمة
، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « من أحبَّ عليّاً فقد أحبّني ، ومن أحبّني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليّاً فقد
أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ».