نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 287
وإن عجز عن ذلك كلّه
ادّعى انّ إمامه اطلع على كلّ مروي أو جلّه ، فما ترك هذا الحديث الشريف إلاّ وقد
اطّلع على طعن فيه برأيه المنيف فيتخذ علماء مذهبه أرباباً ، ويفتح لمناقبهم
وكراماتهم أبواباً ، ويعتقد انّ كلّ من خالف ذلك لم يوافق صواباً ، وإن نصحه أحد
من علماء السنّة اتخذه عدواً ولو كانوا قبل ذلك أحباباً!
رأي مالك واصحابه
ورأي الامام ملك واصحابه انّهم يقولون :
تثبت السنّة من وجهين :
أحدهما : ان تجد الاَئمّة من أصحاب
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قالوا بما
يوافقها.
الثاني : ألاّ نجد الناس اختلفوا فيها.
وقد كان رضي الله عنه يراعي كلّ
المراعاة العمل المستمر الاَكثر ويترك ما سوى ذلك ، وان جاء فيه أحاديث ، وقال : احبّ
الاَحاديث الي ما اجتمع الناس عليه.
ولنعد إلى ما نحن بصدده :
قال الشاطبي في الموافقات[١]: قال الامام مالك في حديث غسل الاناء
من ولوغ الكلب سبعاً : جاء هذا الحديث ولا أدري ما حقيقته! وكان يضعفه ويقول : يؤكل
صيده فكيف يكره لعابه؟ وأهمل مالك كذلك اعتبار حديث : « من مات وعليه صوم صام عنه
وليه » [٢]وذلك
للاَصل القرآني : (ولا تزرُ وازرةٌ وزر أخرى)[٣].
وقال ابن العربي : إذا جاء خبر الواحد
معارضاً لقاعدة من قواعد الشرع ، فهل يجوز العمل به أم لا؟ قال أبو حنيفة : لا
يجوز العمل به ،