نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 234
غيره أهلاً للخلافة
، وحيثما استنكر وجوه الناس ، وبقي هو وجماعته القليلة منعزلين ، ولم ير الصلاح في
الحرب فاضطر الى المصالحة.
وامّا ما قيل في وجه عدم بيعته من تسلّط
الحزن والهم عليه بوفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أو لحلفه على عدم لبس الرداء إلاّ للصلاة حتى يجمع القرآن كلّه فلم يجد الفرصة
للاجتهاد لوجوب البيعة! أو لكفاية غيره للبيعة فهو ضعيف كضعف ما مرّ في كلام عائشة
من استبداد أبي بكر بالخلافة ، إذ كل ذلك غلط ، لا يجوز ترك بيعة الامام لاَجله
لاَن من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية ، أيصح ان يحلف أحد على ترك
واجب؟ أو يتركه لحزنه؟ أو لعدم المشاورة معه؟ كلا.
( ٤٦٦ ) وعن الحارث ... قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وانا آمركم بخمس الله أمرني بها : السمع
، والطاعة ، والجهاد ، والهجرة ، والجماعة ، فانّه من فارق الجماعة قيد شبر فقد
خلع ربقة الاسلام من عنقه إلاّ ان يراجع ... » [١].
أقول : وقد فارق علي الجماعة ستة أشهر ،
فهل تظن به انّه يرى الجماعة على حق ومع ذلك فارقها عناداً وتعصّباً واتّباعاً
لهواه؟ أو يراهم على غير حق فابتعد منهم.
تعقيب وتحقيق
دع عنك خرافة عبدالله بن سبأ بأن تحمّله
كلّ ما وقع في صدر الاسلام تحفظاً على عدالة الصحابة ، فانّه لعب بالعقل
والاَحاديث والتاريخ واعيذك الله منه. والواقع انّ الصحابة هم الذين اختلفوا بينهم
على الاتيان بالكتاب للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في مرض موته ، ثم في سقيفة بني ساعدة ، ثم في موضوع الخلافة ( مع علي بخصوصة ) ، ثم
في توريث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ثم في جملة من