نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 227
والعمدة ، انّ عليّاً لا يرى الحديث
صحيحاً ولا أبا بكر صادقاً في نقله ، وإلاّ لاَقنع فاطمة واصلح بينها وبين أبي بكر
، وما في بعض الروايات من اقرار العباس وعلي بالحديث المذكور في محضر عمر فهو اشبه
بالهزل من الجد. وسيأتي ان علياً والعباس ادعيا الميراث من عمر بعد وفاة أبي بكر ،
فيظهر من هذه الدعوى انّهما ينكران على أبي بكر حديثه ، ويرى علي زوجته مستحقة
للميراث ، وكذا العباس يرى نفسه وارثاً ، فهما ليسا غير عالمين بالحديث فقط ، بل
هما عالمان بعدمه ، فانّهما ينكران الحديث ، وان كان راويه مثل أبي بكر ، لكن مع
كلّ ذلك يشكل تكذيب أبي بكر في نقل الحديث ، وهذه هي المشكلة العويصة.
وربّما يخطر بالبال أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انّما قال : « لا نورث ... » في مال
خاص وقفه ، فحسبه أبو بكر عاماً في كلّ ما تركه وان لم يوقفه في حياته ، أو ألحقه
به اجتهاداً لمصلحة النظام الجديد بعد وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ويشهد له انّ أبا هريرة استثنى في حديثه هذا نفقة الزوجات ، إذ لم يؤخذ من أحد
الزوجات شيء من بيوتهن بدعوى انه صدقة ، بل كان ازاره وكساؤه صلىاللهعليهوآلهوسلم عند عائشة[١]، وقد مر هذا البحث قبل قريب.
ويمكن أيضاً ان تكون كلمة « ما » الموصولة
مع صلتها مفعولة لكلمة « لا نورث » وقرأ صلىاللهعليهوآلهوسلم
كلمة صدقة بالوقف ، فحسب أبو بكر انّها مرفوعة ، وانّه خبر للموصول وصلته[٢].
باجماع المسلمين حتى
عند الشيعة في حق الازواج ، فانّهم لا يقبلون فسق زوجاته ( ص ) بارتكاب الحرام
وينزهوهن من هذا المعصية ، فانكار اصالة العدالة أو تعديل كلّ فرد من الصحابة أمر
ونسبة الحرام الى جميع الزوجات أمر آخر ، وبينهما فرق كثير ، فلا تشتبه.