نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 119
أقول : في الرواية سؤالان أحدهما : انّه
لِمَ لم يقتد الناس كلّهم بصلاته؟ وكيف علمت عائشة انّهم اقتدوا بأبيها لا به صلىاللهعليهوآلهوسلم؟!
وثانيهما : انّ الواجب على أبي بكر ان
يقتدي جالساً لا قائماً ، فان عائشة نفسها روت انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
صلّى جالساً ( لمرض ) وصلّى وراء قوم قياماً ، فاشار اليهم ان اجلسوا ، فلما ان
انصرف قال : « انّما جعل الامام ليؤتم به ... وإذا صلّى جالساً فصلوا جلوساً » ويدلّ
عليه حديث انس[١]،
وحديث أبي هريرة[٢].
لكن في حديث آخر عن عائشة : فتأخّر أبو
بكر رضي الله عنه وقعد النبي الى جنبه وأبو بكر يسمع الناس التكبير[٣].
فيظهر منه : انّ أبا بكر لم يكن اماماً
بل مقتدياً ومكبراً ، فهذا ينافي بقية الاَحاديث. ثم انّ المستفاد من بعض الروايات
انّ النبي وجد خفة في أول صلاة صلاها أبو بكر ، فذهب للصلاة. ومن بعضها الآخر انّه
في غير الصلاة الاَُولى.
وعلى كلّ لم ينقل انّ أبا بكر بكى في
صلاته لاَجل انّه رجل رقيق القلب ، وانّه اسيف ، وانّه لا يسمع الناس من البكاء
كما تدّعي عائشة ، فسبحان الله من عاطفة البنت لاَبيها.وأيٍّ كان السبب فانّ في
اقامة النبي أبا بكر للصلاة وامامته للمصلين غموضاً؛ لاختلاف الاَحاديث فيها بحيث
يفهم نفوذ السياسة فيها ، وسنذكر في ما يأتي أيضاً بعض قصتها.
يصلّي قائماً وكان
رسول الله يصلّي قاعداً يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس مقتدون بصلاة أبي
بكر رضياللهعنه.