إزداد المسلمون عدداً فازدادت قريش
حنقاً واستمرت في محاربتها لهم آملةً من وراء تنكيلها بهم القضاء عليهم أو إنهاء
قدرتهم على التحرك ، فافتتن من افتتن وثبت من ثبت وعصمه الله. ورأى رسول الله (ص)
ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله وعمه أبي طالب ،
وأنه لا يقدر أن يمنع أصحابه مما هم فيه من القهر والمطاردة ، فأشار عليهم أن
يتفرقوا في الأرض.
قالوا : إلى أين نذهب؟
قال (ص) : لو خرجتم إلى أرض الحبشة ،
فإن بها ملكاً لا يُظلم أحدٌ عنده ، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم
فيه [١].
والحبشة بلاد تقع في شمال افريقيا ، وهي
هضبةٌ مرتفعة ، تعلوها جبالٌ شامخة كثيرة الوعورة ، صعبة المسالك ، بها أنهار
كثيرة أشهرها النيل الأزرق بالإضافة إلى أن الطقس فيها جيد صحي في الجبال لكنه حار
مضر في المنخفضات أما أهلها فيعتنقون الديانة المسيحية والمذهب القبطي بالذات.