فقام علي خطيباً على منبره وجعل يحرض
الناس ويامرهم بالمسير إلى صفين ، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه : « سيروا إلى
أعداء الله ، سيروا إلى أعداء السنن والقرآن ، سيروا إلى بقية الأحزاب ، قتلة
المهاجرين والأنصار.
هذا ، وقد تقاعس نفر عن الإستجابة ،
منهم حنظلة بن الربيع ، وقد هرب فيما بعد إلى معاوية ، ولحقه أناس من قومه ، فأمر
علي (ع) بداره فهدمت [٢].
بين علي (ع) وأبي زبيب
ودخل أبو زبيب بن عوف على علي ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، لئن كنا على الحق لأنت أهدنا سبيلاً ، وأعظمنا في الخير نصيباً
، ولئن كنا في ضلالةٍ إنك لأثقلنا ظهراً وأعظمنا وزراً ، أمرتنا بالمسير إلى هذا
العدو وقد قطعنا ما بيننا وبينهم من الولاية ، وأظهرنا لهم العدواة نريد بذلك ما
يعلم الله من طاعتك ، وفي أنفسنا من ذلك ما فيها ، أليس الذي نحن عليه الحق المبين
والحوب الكبير؟ ».
فقال علي : « بلى ، شهدت أنك إن مضيت
معنا ناصراً لدعوتنا ، صحيح النية في نصرتنا ، قد قطعت منهم الولاية ، وأظهرت لهم
العدواة كما زعمت ، فانك ولي الله تسيح في رضوانه ، وتركض في طاعته ، فأبشر أبا
زبيب ».
«
عمار يحرض »
فقال له عمار بن ياسر : أثبت أبا زبيب
ولا تشك في الأحزاب عدو الله ورسوله.