فقام هاشم بن عبتة بن أبي وقاص الملقب «
بالمرقال » فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : « أما بعد يا أمير المؤمنين
، فأنا بالقوم جدُّ خبير ، هم لك ولأشياعك أعداء ، وهم لمن يطلب حرث الدنيا أولياء
، وهم مقاتلوك ومجاهدوك لا يبقون جهداً ؛ مشاحةً على الدنيا ، وظناً بما في أيديهم
منها ، وليس لهم إربةً غيرها إلا ما يخدعون به الجهال من الطلب بدم عثمان بن عفان
، كذبوا ، ليس بدمه يثأرون ، ولكن الدنيا يطلبون ، فسر بنا إليهم ، فإن أجابوا إلى
الحق فليس بعد الحق إلا الضلال ، وإن أبوا إلا الشقاق ، فذلك الظن بهم ، والله ما
أراهم يبايعون وفيهم أحد ممن يطاع إذا نهى ، ولا يسمع إذا أمر » [١].
رأي
عمار بن ياسر
وقام عمار فذكر الله بما هو أهله وحمده
وقال : يا أمير المؤمنين ، إن إستطعت ألا تقيم يوماً واحداً فافعل! إشخص بنا قبل
استعار نار الفجرة ، واجتماع رأيهم على الصدود والفرقة وادعهم إلى حظهم ورشدهم ،
فإن قبلوا سعدوا ؛ وإن أبوا إلا حربنا ، فوالله إن سفك دمائهم والجد في جهادهم
لقربة عند الله وكرامة منه.
رأي قيس بن سعد بن عبادة
ثم قام قيس بن سعد بن عبادة ، فحمد الله
وأثنى عليه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ، إنكمش بنا إلى عدونا ولا تعرج [٢] فوالله لجهادهم أحب إلي من جهاد الترك
والروم ؛ لإدهانهم [٣]
في دين الله ، وإستذلالهم أولياء الله من أصحاب محمد (ص) من المهاجرين والأنصار
والتابعين بإحسان ، إذا غضبوا على رجل حبسوه وضربوه وحرموه وسيروه ، وفيئنا لهم في
أنفسهم حلال ،