responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمّار بن ياسر نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 14

خليلي إني قـد أرقتُ ونِمتـمـا

لبرقٍ يمـانٍ فـاقعـدا علّلانيـا

خليلي لو كنتُ الصحيـح وكنتما

سقيمين لـم أفعل كفعـلكما بيَـا

خليلي مُـدا لي فـراشي وارفعـا

وسـادي لعلّ النوم يذهب ما بيـاٍ

خليلي طال الليل والتـبس القذى

بعيني واستأنستُ بـرقـاً يمانيـا [١]

وسُميت بلاد اليمن باليمن الخضراء ، وذلك لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها ، وكانت لها قبل الإسلام مكانة ميزتها عن الكثير من بلاد العالم ، مكانة حضارية وإقتصادية وثقافية ، فهي بالإضافة إلى كونها متاخمة للمحيط الهندي كانت ذات مدائن عامرة ومعابد ، وكان سكانها من بني حِمْيَرْ ذوي فطنة وذكاء وعلم ، كشف عن ذلك إقامتهم للسد المسمى بسدِّ ( مأرِب ) حيث تم لهم بواسطته الإستفادة من مياه الأمطار التي كانت تذهب في البحر ، وإن ما كشف وما لا يزال يُكشف عنه حتى اليوم من آثار هذه الحضارة الحِميَرية في اليمن ، ليدل على أنها بلغت في بعض العصور مكاناً محموداً ، وأنها ثبتت لقسوة الزمان ، في عصور قسا على اليمن فيها الزمان.

غير أن الحياة الدنيا لا تستقيم على حال ، فلقد تغير وجه اليمن الحضاري المشرق ، وبدأت الكآبة تترك بصماتِها واضحة فيه ، أخاديد مهزوزة غمرها الجفاف بعد أن غمرتها الحياة ، فلقد قوّض ذلك السد الهائل الذي كان يمنح الخضرة والنظرة والبهاء لأرض اليمن ، وبذلك إنتهى أول مصدر حيوي لها. ومعه بدأت الحضارة بالتقلّص والإنكماش ، وبدأ البؤس والشقاء بالتمدد ، بؤساً وشقاءً يوغلان في العباد والبلاد ، وبذلك عادت اليمن إلى مصاف شقيقاتها من أصقاع شبه الجزيرة العربية ، لكنها مع ذلك إستطاعت أن تحتفظ بموقعها التجاري الذي يربط بين فارس والروم ، ولكن لفترة غير طويلة ، فقد رأى ملك الروم أن اليمن موطن نزاع بينه وبين فارس ، وأن تجارته مهددة من جراء هذا النزاع ، فأمر بتجهيز أسطول يشق البحر

__________________

*١ ـ الكندر ـ بالضم ـ ضرب من العلك. والخِطر : نبات يُختضب به ، أو الوسمة. العَصَب : شجر اللبلاب.

نام کتاب : عمّار بن ياسر نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست