أن هؤلاء ، وهؤلاء
فقط ، هم شخصيات الاسلام ، ورجالاته ، وعظماء الامة وروادها.
مهما كانوا ـ في واقع الاُمر ـ منحرفين
عن الاسلام وجاهلين بأحكامه ، وبعيدين عن مفاهيمه وتعاليمه ..
حتى لقد نسي الناس أهل البيت ، وخبت
نارهم ، وانقطع صوتهم وصيتهم ، وقد أشار أمير المؤمنين عليهالسلام إلى هذه الحقيقة ، وهو يتحدث عن
الفتوحات ، التي لولا مشاركة الاخيار من الصحابة فيها ، لكانت وبالاً على الدين ،
وشراً على المسلمين. ولكن مشاركة هؤلاء قد هيأت الفرصة لتعرف الكثيرين من غير
العرب على تعاليم الاسلام ، بل لم تمض بضعة عقود من الزمن حتى أصبح علماء وفقهاء
الاسلام ، ومفكروه من نفس هؤلاء الذين كان الحكم يريد أن يستعبدهم ، ويتخذهم خولاً
واموالهم دولاً كما سنرى ..
نعم لقد اشار أمير المؤمنين إلى هذه
الحقيقة ، وهو يتحدث عن هذه الفتوحات ؛ فقال : « فتأكد عند الناس نباهة قوم ،
وخمول آخرين ، فكنا نحن ممن خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته ، حتى أكل
الدهر علينا وشرب ، ومضت السنون والاحقاب بما فيها ، ومات كثير ممن يعرف ، ونشأ
كثير ممن لا يعرف » [١].
ويكفي أن نشير هنا : إلى مكانة وموقع
الامامين الحسن والحسين عليهماالسلام
في الامة ، هي من الامور الواضحة ، التي لا يكاد يجهلها أحد ، وكانت الامة قد سمعت
ورأت الكثير من أقوال ومواقف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
تجاههما .. ورغم أنهما قد عاشا بعد النبيّ الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
حوالي أربعين إلى خمسين سنة أو أكثر ، فاننا لا نجد فيما بأيدينا من نصوص إلاّ ما
ندر وشذ : أنهما قد سئلا ، أو نقل عنهما شيء من امور الفقه ، والمعارف