ولسوف لا يختص ذلك
بجيل دون جيل ، ولابامة دون اخرى ، بل ستبقى تلك الآثار على مر الدهور ، وفي جميع
العصور.
وذلك يؤكد ضرورة وجود شخصية قوية وفاعلة
، واضحة الاتجاه ، سليمة الخط ، لا تذوب في الآخرين ، ولا تنفذ ارادات الحكم بصورة
عمياء ، بل تزن كل شيء بميزان الحق والشرع ، وعلى أساس ذلك يكون الرفض أو القبول ..
ثم يسجل التاريخ ذلك ، إلى أن يأتي
اليوم الذي تعي فيه الامة أحداث الماضي ، وتصبح قادرة على وضع الامور في نصابها ،
وتجد الدوافع ، وتتهيأ الظروف للتعرف على الاسلام الحقيقي ، ولو بصورة تدريجية ،
كما حصل ذلك ، ولا يزال يحصل بالفعل ..
د
: ولا يتأتى القيام بهذه المهمة ، إلاّ بشيء من المرونة والايجابية ، ضمن حدود ،
وبالمقدار الذي لا تضيع معه معالم الخط السياسي الاصيل ، ولا تذوب فيه هذه الفئة
الصالحة ، ولا تستهلك أفكارها ورؤيتها في خضم التيار ، وإنما تطرح نفسها ،
وافكارها ، وطروحاتها الواقعية ، التي تختزل التيار ، وتحتويه ؛ ليكون تياراً
واعياً ومسؤولاً ، ولو على المدى البعيد ، بعد حين ..
وإذا كانت سياسة الحكم والحكومات ، قد
كانت تتجه إلى إيجاد بدائل لاُهل البيت ، ولصحابتهم الاخيار ، الذين كانوا علماء
الامة ، واكابر أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، والذين كان لاقوال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
فيهم ، وفي بيان فضلهم ، وعلمهم ، وتقواهم ، أثر كبير في توجيه الناس نحو الاُخذ
والاستفادة منهم ، واتخاذهم قدوة واسوة ، فان السلطة ، والقرشيين بالذات ، قد عملت
على أن ينسى الناس أهل البيت ، وكل الاخيار ، من أصحابهم ، وأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .. ليحل محلهم آخرون ، ينسجمون مع
طروحات الحكم وطموحاته .. فكان أن مجدوا هؤلاء البدائل وعظموهم وأطروهم ، بما لا
مزيد عليه ، حتى ليخيل للناظر :