responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 69

ولسوف لا يختص ذلك بجيل دون جيل ، ولابامة دون اخرى ، بل ستبقى تلك الآثار على مر الدهور ، وفي جميع العصور.

وذلك يؤكد ضرورة وجود شخصية قوية وفاعلة ، واضحة الاتجاه ، سليمة الخط ، لا تذوب في الآخرين ، ولا تنفذ ارادات الحكم بصورة عمياء ، بل تزن كل شيء بميزان الحق والشرع ، وعلى أساس ذلك يكون الرفض أو القبول ..

ثم يسجل التاريخ ذلك ، إلى أن يأتي اليوم الذي تعي فيه الامة أحداث الماضي ، وتصبح قادرة على وضع الامور في نصابها ، وتجد الدوافع ، وتتهيأ الظروف للتعرف على الاسلام الحقيقي ، ولو بصورة تدريجية ، كما حصل ذلك ، ولا يزال يحصل بالفعل ..

د : ولا يتأتى القيام بهذه المهمة ، إلاّ بشيء من المرونة والايجابية ، ضمن حدود ، وبالمقدار الذي لا تضيع معه معالم الخط السياسي الاصيل ، ولا تذوب فيه هذه الفئة الصالحة ، ولا تستهلك أفكارها ورؤيتها في خضم التيار ، وإنما تطرح نفسها ، وافكارها ، وطروحاتها الواقعية ، التي تختزل التيار ، وتحتويه ؛ ليكون تياراً واعياً ومسؤولاً ، ولو على المدى البعيد ، بعد حين ..

وإذا كانت سياسة الحكم والحكومات ، قد كانت تتجه إلى إيجاد بدائل لاُهل البيت ، ولصحابتهم الاخيار ، الذين كانوا علماء الامة ، واكابر أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والذين كان لاقوال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهم ، وفي بيان فضلهم ، وعلمهم ، وتقواهم ، أثر كبير في توجيه الناس نحو الاُخذ والاستفادة منهم ، واتخاذهم قدوة واسوة ، فان السلطة ، والقرشيين بالذات ، قد عملت على أن ينسى الناس أهل البيت ، وكل الاخيار ، من أصحابهم ، وأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .. ليحل محلهم آخرون ، ينسجمون مع طروحات الحكم وطموحاته .. فكان أن مجدوا هؤلاء البدائل وعظموهم وأطروهم ، بما لا مزيد عليه ، حتى ليخيل للناظر :

نام کتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست