وذلك كله أمر طبيعي ، فان الناس بشر ،
لهم أحاسيسهم ، ومشاعرهم ، ولهم كذلك كرامات ، وطموحات ، لابدّ من مراعاتها ،
والاستجابة لها ، وإلا .. فان النار تحرق ، والشجر يورق ، والبحر يغرق.
آثار سياسة علي عليهالسلام وأهل بيته :
هذا .. ولكن سياسة علي أمير المؤمنين
عليه الصلاة والسلام ، قد اسفرت عن نتائج وآثار سلبية ، واخرى ايجابية ..
فأما بالنسبة للسلبية منها ؛ فان مساواة
علي عليهالسلام بين العرب
وغيرهم ، ولا سيما في العطاء ، قد كان من أهم اسباب الخلاف عليه ، وكانت قسمته
بالسوية أول ما أنكروه منه ، واورثهم الضغن عليه [١].
وكان ذلك من أسباب خروج طلحة والزبير ،
ثم ما جرى في حرب الجمل [٢].
وقد قال له عمار ، وأبو الهيثم ، وأبو
أيوب ، وسهل بن حنيف ، وجماعة :
« إنهم قد نقضوا عهدك ، واخلفوا وعدك ، ودعونا
في السر الى رفضك. هداك الله لرشدك ، وذلك لانهم كرهوا الاسوة ، وفقدوا الإثرة ،
ولما آسيت بينهم وبين الاعاجم أنكروا إلخ .. » [٣].
وكتب ابن عباس إلى الامام الحسن عليهالسلام يقول له :
« .. وقد علمت أن أباك عليّاً ، إنما رغب الناس
عنه ، وصاروا إلى معاوية ؛ لانه واسى بينهم في الفيىء ، وسوى بينهم في العطاء إلخ ..
» [٤].
بل لقد كان للعرب ، كل العرب موقف سلبي
من علي عليهالسلام ، قد عبر