نام کتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 9
وسوف لا ينقضي تعجبك من خصلة هي واحدة
من مئات ! إمتاز بها الإسلام دون غيره وكانت شاهداً من شواهد عظمته ، تلك هي قلب
العقليات والعادات التي أفرزتها الجاهلية المقيتة ، وتسييسها من جديد على ضوء
تعاليم الله سبحانه ، وقولبتها بشكل يعيد للإنسانية شرفها ومجدها.
فمن كان يصدق أن حليفاً طريداً مشرداً
عن أهله وقومه يصبح يوماً ما محط أنظارهم ومعقد آمالهم ؟!
أجل ، كان هذا أمراً مستبعداً لولا
الإسلام ، فقد استطاع بفترةٍ وجيزة أن يقضي على جل المظاهر الزائفة ، وأستطاع ان
يعيد الحق الى نصابه.
والمقداد كان واحداً من المشردين ، نشأ
حليفاً لكندة بادئ الأمر ـ تابعاً لأبيه ـ ثم حليفاً لبني مخزوم ، حتى قيّض له
الإلتحاق بركب الإسلام وهو في عقد الرابع ليبدأ مسيرة الحياة الحرة الكريمة تاركاً
وراءه كل قيود الجاهلية وأحكامها مسلماً وجهه لله وحده باذلاً نفسه لدين الله ،
وحين استقر الأمر بالمسلمين ، ونصر الله نبيه ، أقبلت الوفود تترى على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مبايعةً له ومسلّمةً أمرها إلى الله
ورسوله ، وكان منها وفد « بهراء » قبيلة المقداد ، فكان نزولهم عليه في داره. [١]
رحم الله أبا معبد ، فلقد كان واحداً من
العظماء الذين يفخر التاريخ بهم وبمآثرهم.