نام کتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 8
وإهمية إذا لوحظت من
خلال الظروف الصعبة التي عاناها المسلمون الأوائل ؛ ومن هنا جاءت أهميتها فقد شاءت
المقادير أن تقع أول حرب بين المسلمين ومناهضيهم من المشركين وليس في المسلمين
فارس غير المقداد بن عمرو ، وبذلك نال وسام « أول فارس في الإسلام » ناله بجدارة
واستحقاق.
روي عن علي عليهالسلام أنه قال : ما كان فينا فارس يوم بدر
غير المقداد بن عمرو. » وعن القاسم بن عبد الرحمن قاله : « أول من عدا به فرسه في
سبيل الله المقداد .. » [١].
وظلت هذه الصفة المميزة ملازمة له طيلة
حياته ، فما دعي الى جهاد قط إلا وأجاب ، وقد شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما شهدها من بعده وهكذا ، قضى عمره
فارساً في ميادين الجهاد حتى وافاه أجله ، وكانت العقيدة بالنسبة له ، خبزه اليومي
الذي به ومن أجله يعيش.
من هنا ، فإن تاريخ المقداد ، يعني
تاريخ تلك الحقبة وما جرى فيها من الوقائع والحروب » نظراً لموقعه منها ومواقفه
البطولية فيها ، وهذا ما دعاني إلى سرد بعضها سرداً كاملاً ، فلكي نفهم هذا الرجل
على حقيقته ، علينا أن نتناول أهم جانب في حياته نحدد به شخصيته وطموحه وأهدافه ،
أما بدون ذلك فإن سيرته تصبح مبتورةً شوهاء لا رونق فيها ولا حياة ، ويصبح مثلنا
في ذلك مثل من ينقل حادثةً او منقبةً لإِنسان ما دون أن يعرف عن شخصيته وظروفه
شيئاً.
وأنت حين تبدأ قراءة المقداد ، فإنك
ستقرأه اكثر كما ستقرأ غيره من معاصريه من خلال قراءتك لتلك « الغزوات والوقائع »
وسوف تشعر وكأنك معه في رحلاته الجهادية الطويلة وهو يملي عليك حكاية أروع ملحمة
حضارية في تاريخ الإنسان كان هو أحد روادها ومسطريها ، وبذلك ـ أيضاً ـ سوف تدرك
عظمة هذا الرجل ومدى بلائه في الإسلام.