responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 169

فإنه كان لا يتوانى في توجيه النقد له وإيقافه على الأخطاء التي يرتكبها ، أو التي تُرتكب في حضرته.

من ذلك : أن عثمان بينما كان جالساً ذات يوم وحوله بعض وجوه قريش ، إذ أقبل رجلٌ أحسبه كان شاعراً يتكفف اعطيات الملوك ، فجعل يمدح عثمان ، وكان المقداد حاضراً ، فجثا على ركبتيه وجعل يحثو الحصباء في وجه ذالك الرجل ! وتعجب عثمان من تصرف المقداد هذا ، والتفت إليه قائلاً : ما شأنك ؟

فقال : قال رسول الله (ص) إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ! [١]

إن حادثة بسيطة من هذا النوع ـ في نظري ونظرك ـ هي غاية في الخطورة إذا صدرت في مجلس كمجلس الخليفة ، لأنها خرق واضح للسنة ، لا يمكن لصحابي كالمقداد أن يسكت عليها ، فما ظنك إذن بما هو أعظم من هذا وأفظع ؟! كتعطيل الحدود ، واقرار الأيدي العادية. والإِسراف في مال الله ووضعه في غير مستحقيه ، كإعطاء مروان خمس خراج إرمينية ! واقطاعه فدك * وكانت فاطمة بنت الرسول قد


[١] كما جاء في صحيح مسلم ج ٤ ك ٥٣ ح ٦٩ عن همام بن الحارث قال : إن رجلاً جعل يمدح عثمان ، فعمد المقداد فجثا على ركبتيه ـ وكان رجلاً ضخماً ـ فجعل يحثو في وجهه الحصباء ، فقال له عثمان : ما شأنك ؟ قال : إن رسول الله (ص) قال : إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب.

* فدك : قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان ، أفاءها الله على رسوله ، فكانت خالصةً له لأنه لم يُوجَف عليها بخيل ولا ركاب. وذلك : أن النبي (ص) بعد فراغه من غزوة خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك ، فبعثوا الى الرسول (ص) انهم مستعدون لتسليمه الأرض وما يملكونه على أن يحقن دماءهم ، وعرضوا عليه ان يعملوا في الأرض بنصف الناتج ، فصالحهم على ذلك. ( راجع معجم البلدان ٤ / ٢٣٨ إلى ٢٤٠ ) وغيره.

نام کتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست