نام کتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 134
الحقيقة. فالإمام
علي عليهالسلام أبعد ما
يكون عن هذا التفكير العشائري لو وجد خصمه أهلاً وكفؤاً لزينب ، حسب الموازين
الإسلامية.
لقد كان الأشعث بن قيس يرى في نفسه
كبراً تظهر آثاره بين الفينة والفينة سيما مع الإمام علي ، فقد كان جريئاً عليه ،
وجرأته تلك تنم عن وقاحة وسوء ظن ، وغلظة ، فكان يعترض الإمام في أحرج المواطن وأشدها
* وكان ينهج في
* فيما كان الإمام علي عليهالسلام
يخطب ذات يوم ، إذ اعترض عليه الأشعث بشأن التحكيم ، فكان من جملة ما قاله الإمام
له : « ما يدريك ما عليّ مما لي ، عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين حائك بن حائك ،
منافق بن كافر ، والله لقد أسرك الكفر مرة والإسلام أخرى ، فما فداك من واحدة
منهما مالك ولا حسبك ، وإن إمرءً دل على قومه السيف ، وساق إليهم الحتف لحريٌ أن
يمقته الأقرب ، ولا يأمنه الأبعد ». تصنيف نهج البلاغة / ٢٢٢.
واسم الأشعث : معدي كرب ،
وأبوه قيس الأشج ، وكان الأشعث أبداً أشعث الرأس فسمي الأشعث وغلب عليه حتى نُسي
إسمُهُ وقد تزوج رسول الله أخته قتيلة ، فتوفي قبل أن تصل إليه. وأما الأسر الذي
أشار إليه امير المؤمنين هنا في الجاهلية ، فهو انه حين قتل أبوه خرج يطلب الثأر
فأسر ، وفدي بثلاثة آلاف بعير ، لم يفد بها عربي قبله ولا بعده ، وفي ذلك يقول
عمرو بن معدي كرب الزبيدي.
فكان فداؤه ألفي
بعيرٍ
وألفا من طريفاتٍ
وتُلدِ
وأما الأسر الثاني في الإسلام
، فقد كان في عهد أبي بكر ، وذلك أن بني وليعة ارتدوا بعد رسول الله ، وملكوا
عليهم الأشعث ، فحاصره المسلمون وكان في حصن ، فاستسلم بعد أن شرط عليهم أن يبعثوا
به الى ابي بكر ، ثم فتح لهم الحصن ، فدخلوه واستنزلوا كل من فيه وأخذوا أسلحتهم
وقتلوهم وكانوا ثمانمائة ، ! وقيل : أمنوه مع عشرة من أهل بيته فقط ، ثم أخذ
موثقاً بالحديد. قال الطبري : وكان المسلمون يلعنون الأشعث ويلعنه الكافرون أيضاً
وسبايا قومه ، وسماه نساء قومه عرف النار ـ وهو اسم للغادر عندهم.
وقال ابن أبي الحديد : كان
الأشعث من المنافقين في خلافة علي عليهالسلام ، وهو في أصحاب امير المؤمنين عليهالسلام كما كان عبدالله بن أبي بن سلول في اصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كل واحد منهما رأس النفاق
في زمانه ـ راجع شرح النهج ١ / من ص ٢٩٢ ـ ٩٢٧.
نام کتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 134