محمدٌ ومن مثل محمد !؟ وهبّت في تلك
اللحظات نسمةٌ كأنها أتت من الجنة ، هدأت لها نفس المقداد وارتاحت بعد عناء ،
وأطرق يفكر في جوٍّ مفعم بالنشوة ، من يا ترى ؟ من تكون هذه التي سيختارها له محمد
؟
وربما خطر على باله أنه سيختار له
واحدةً من بنات المهاجرين والأنصار كما فعل مع جويبر وجلبيب رضي الله عنهما ؛ ولا
أظن أن تصوره ذهب إلى أبعد من ذلك ؛ وفي ذلك الهناء والسعادة ، ولكن كانت المفاجأة
أعظم وأكبر من التصور !!
فقد اختار له النبي صلىاللهعليهوآله كريمة درجت في أعز بيت من قريش والعرب
، وأعز بيت في الإِسلام ؛ اختار له ابنة عمه « ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ».
وإنما فعل ذلك ، ـ كما ورد عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام
ـ « للتتضع المناكح ، وليتأسوا برسول الله صلىاللهعليهوآله
وليعلموا أن اكرمهم عند الله أتقاهم. » [٢]
وليعلموا أن اشرف الشرف الإسلام. [٣]
كما في حديث آخر.