ولماذا هذا التخفي من الناس ؟ ويأتي
الجواب. بأن هذا الاجراء ليس إلا لأن الله قد منحه العنصر الثاني الذي يشكل القاعدة الكبرى لخلق الإِنسان لانه سبحانه خلقهم من :
ذكر ، وأنثى. من غير تفضيل لبعض على بعض
، فكما يكون الرجل طرفاً لايجاد النسل ، كذلك الأنثى هي الطرف الآخر في هذه العملية التناسلية ، والتي منها يتكون هذا البشر.
ويبقى الاب الحائر وهو في صراع عنيف مع
نفسه فماذا يصنع أيبقى ، والذل يحيطه من كل جانب ينظر كل يوم إلى وليدته
وهي تتخطى عتبة الطفولة ، وتتفتح إلى الحياة ، أم يدفنها في التراب ،
ويتخلص من هذا العار ، وينفض عن يديه غبار الجريمة النكراء ؟.
وأخيراً يقود ، ويصمم ، ويرجح الرأي
الثاني. وإذا به يذهب بها ليدفنها ، وهي حية.
أما إذا افلتت من الموت حيث كانت بعض
النساء يخفين الوليدة ، ويظهرن أمام الرجل بانهن قمن بعملية الدفن ، أو
كانت القبلية تتسامح في موضوع الدفن ، فان المرأة كانت تعيش رخيصة في كنف
الرجل ليس لها أن تختار من تقترن به في حياتها الزوجية ، بل يكون ذلك
راجعاً إلى من يقوم عليها فهو الذي يتحكم في ذلك يتركها وحيدة ، ومحرومة من
الزواج أو يزوجها ممن يشاء.
أنها كانت تفقد حرية الإِختيار الزوجي ،
بل كان الرجل ـ كما قلنا ـ هو الذي يقود مصيرها ، ولتبقى تندب حظها التعس في كل لحظة تمر