ويعني كما انّك تأخذ كمال الدقة والتفحص
والمهارة في اخراج الشوكة من البدن فكذلك دقق في الحساب وتمهر فيه واعلم انّه قال
بعض المحققين : انّه لا تحصل النجاة من خطر الميزان والحساب إلاّ اذا حاسب الانسان
نفسه في الدنيا ووزن أعماله وأقواله وخطراته ولحظاته بميزان الشرع ـ كما ورد في
الخبر ـ حيث قال : « زنوا أنفسكم من قبل أن توزنوا ، وحاسبوها من قبل أن تحاسبوا »
[٢].
* حكاية :
نقل عن أحد الأشخاص يقال له (توبة بن
صمة) انّه كان يحاسب نفسه في أكثر أوقال الليل والنهار ، وفي أحد الأيّام حاسب
نفسه عن ما مضى من أيّام عمره ، وكان قد مضى من عمره ستون سنة.
فحسب أيّامها فرأى انذها تصير (واحد
وعشرون ألف وخمسمائه يوم).
فقال : الويل لي إذا لاقيت مالكاً بواحد
وعشرين ألف وخمسمائه ذنب!
فعندما قال ذلك اُغمي عليه ، ومات في
اغمائه ذلك.
يقول الفقير : روي ان رسول الله صلىاللهعليهوآله نزل بأرض قرعاء ، فقال لأصحاب : ائتونا
بحطب.
فقالوا : يا رسول الله نحن بأرض قرعاء
مالها من حطب. قال : فليأت كل انسان بما قدر عليه.