نام کتاب : السّلام في القرآن والحديث نویسنده : الغروي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 57
للمسلمين ،
يتعاهدونه عند كل تلاقٍ وفراقٍ ، حتى لا تفارقهم السلامة في أبدانهم ، ومعاشهم ،
بل ومعادهم يوم الحشر الأكبر ، وحتى يدخلوا دار السلام ـ وهي الجنة ، كما سمعتها
في الآي المتقدم ذكرها [١]
، وتسمعها ـ ولا يدرك حقيقة هذا القول إلا من ذاق طعم العافية ، وأحبها لإخوانه ،
وكل ولد آدم عليهالسلام فهلم نستمع
الحديث :
« كان أصحاب رسول الله صلى عليه وآله ،
إذا أتوه يقولون له : أنعم صباحاً ، وأنعم مساءً ، وهي تحية أهل الجاهلية ، فأنزل
الله : ( وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله )[٢]
، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله
: قد أبدلنا الله بخير من ذلك ، تحية أهل الجنة السلام عليكم » [٣]. إشارة إلى قوله تعالى : ( إلا قيلاً
سلاماً سلاماُ )[٤] ، وإلى
الحكاية عن أهل الجنة أيضاً : ( وتحيتهم فيها سلام )[٥]
، والجنة طيبة ، وأهلها طيبون وكل ما فيها طيب ، والسلام تحية من عند الله مباركة
طيبة ، اختارها للطيبين المسلمين حقاً ، والسلام من أطيب أقوالهم ـ أقوال أهل
الجنة ـ لا يقولون ولا يسمعون فيها إلا سلاماً ، وأهل السلام اليوم أهل السلام
غداً في الجنة.