نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 94
حوائجه الطبيعية وهو سالك لطريق اللقاء فهو بعدُ في طريق هذا العلم لم يتمّ له حتّى يلقى ربّه ، قال تعالى : (يَأَيُّهَا الاِْنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ)[1] .
فهذا هو العلم الضروري الخاصّ الّذي أثبته الله تعالى لنفسه وسمّـاه رؤية ولقاء ، ولا يهمّنا البحث عن أ نّها على نحو الحقيقة أو المجاز ، والقرآن أوّل كاشف عن هذه الحقيقة على هذا الوجه البديع ، فالكتب السماوية السابقة ـ على ما بأيدينا ـ ساكتة عن إثبات هذا النوع من العلم بالله ، والأبحاث المأثورة عن الفلاسفة الباحثين تخلو عن هذه المسائل; فإنّ العلم الحضوري عندهم كان منحصراً في علم الشيء بنفسه حتّى يكشف عنه في الإسلام ، فللقرآن المنّة في تنقيح المعارف الإلهية[2] .
هذا التفسير للرؤية القلبية ممّا أفاده أُستاذُنا العلاّمة الطباطبائي ـ رحمه الله ـ ، ولكن ربّما يفسّر بالعلم القطعي الضروري الّذي لا يتردّد إليه الريب ، كما سننقله عن الشيخ الصدوق توضيحاً للروايات الصادرة عن أئمة أهل البيت حول الرؤية القلبية ، فإليك ما روي عنهم ـ صلوات الله عليهم ـ :
روايات الأئمّة _ عليهم السلام _ فى الرؤية القلبيّة
إنّ في روايات أئمة أهل البيت _ عليهم السلام _ تصريحاً بصحّة الرؤية القلبية ، واللائح منها زيادة اليقين بظهور عظمته وقدرته ، وإليك البيان :
1 ـ أخرج الصدوق عن يعقوب بن إسحاق ، قال : كتبت إلى أبي محمّد (الحسن