نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 44
( 4 )
دراسة أدلّة النافين
الآية الأُولى : ( لا تدركه الأبصار )
قد عرفت تعبير الكتاب عن الرؤية إجمالا ، وأنّه يعدّ طلب الرؤية وسؤالها أمراً فظيعاً ، قبيحاً ، موجباً لنزول الصاعقة والعذاب ، والآيات السالفة وضّحت موقف الكتاب من هذه المسألة لكن على وجه الإجمال ، غير أنّا إذا استنطقنا ما سبق من الآيات ، نقف على قضاء الكتاب في أمر الرؤية على وجه التفصيل .
وقد عقدنا هذا الفصل لدراسة بعض ما سبق وتحليله .
قال سبحانه : (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْء فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء وَكِيل * لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[1] والاستدلال بالآية يتوقّف على البحث في مرحلتين :
المرحلة الأُولى : في بيان مفهوم الدرك لغة :
الدرك في اللغة اللحوق والوصول وليس بمعنى الرؤية ، ولو أُريد منه الرؤية فإنّما هو باعتبار قرينيّة المتعلّق .
قال ابن فارس : الدرك له أصلٌ واحد (أي معنى واحد) وهو لحوق الشيء