responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 103

لها ، لما عرفت من أنّ الكيفيّة محقّقة لمفهوم الرؤية بالبصر ، كما أنّها محقّقة لمفهوم اليد والرِّجل ، فاليد بالمعنى اللغوي بلا كيفية أشبه بأسد لا رأس له ولا بطن ولا ذنب .

ولكن البيت الأوّل لا يناسب أدب الزمخشري الذي تربّى في أحضان الإسلام والمسلمين وخالط القرآن جسمه وروحه .

ولمّا أثار هذا الشعر حفيظة الأشاعرة وأهل الحديث قابلوه بمثل ما قال ، فقد قال أحمد بن المنير الإسكندري في حاشية على الكشّاف باسم الانتصاف :

وجماعة كفروا برؤية ربّهم * حقّاً ووَعْدُ الله ما لن يُخلفَه

وتلقَّبُوا عدليّةً قُلنا أجل * عَدَلوا بربّهمُ فحسبُهُم سَفَه

وتلقَّبوا الناجينَ كلاَّ إنّهُم * إنْ لم يكونُوا في لَظى فَعَلى شَفَه

إنّ البادي وإن كان أظلم ولكنّهما كليهما خرجا عن مقتضى الأدب الإسلاميّ; فالمسلم مادام له حجّة على عقيدته ولم يكن مقصّراً في سلوكها لا يُحكم عليه بشيء من الكفر والفسق ولا العقاب ولا العذاب .

وقد نصره تاج الدين السبكي بقوله :

عجباً لقوم ظالمين تلقّبوا * بالعدل ما فيهم لعمري معرفه

قد جاءهم من حيث لا يدرونه * تعطيل ذات الله مع نفي الصفه

وتلقّبوا عدلية قلنا نعم * عدلوا بربّهم فحسبهم سفه[1]

فيا لله! ماذا يعني تاجُ الدين السبكي بقوله : تعطيل الذات مع نفي الصفة؟ فإنّ أحداً من المسلمين لا يعطل الذات عن الوصف بالعلم والقدرة والحياة والسمع ، نعم إن عنى من تعطيل الذات نفي وصفه سبحانه بالأوصاف الخبرية بمعانيها


[1] الآلوسي ، روح المعاني 9 : 52 .

نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست