responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 102

الخاتمة

لقد تجلّت الحقيقة بأجلى مظاهرها ، وهي أصفى من أنْ تُكدِّر صفوها الشُّبه ، ومن قرأ مباحث هذا الفصل بإمعان وتأمُّل وقف على أنّ الحقّ مع النافين للرؤية ، وأنّه ليس للمثبتين دليل لا عقليّ ولا نقليّ .

أمّا العقل : فهو مخالف للقول بالرؤية ، فلا يجتمع التنزيه من الجهة مع القول بالرؤية ، كما لا تنفكّ الإحاطة بالربّ بعضاً أو كلاًّ عن القول بها .

وأمّا النقل : فليس إلاّ مَظاهر بدائية تزول بعد التأمّل .

غير أنّ هناك مطالب متفرّقة لا يجمعها فصل واحد نشير إليها ، منفصلة عمّا مضى من البحث :

الأوّل : أنّ أكثر من طرح مسألة الرؤية فإنّما بحث عنها بدافع روحي ، وهو إثبات عقيدته والتركيز على نحلة طائفته ، ولذلك ربّما انتهى البحث والدراسة عند بعضهم إلى الخروج عن الأدب الإسلامي .

وهذا هو العلاّمة الزمخشري يُشبّه في شعره أهل الحديث والحنابلة القائلين بالرؤية فيقول :

جَماعةٌ سمُّوا هواهم سنةً * وجماعةٌ حمر لعمري مؤكفة

قد شبّهوه بخَلْقِهِ وتخوّفوا * شنعَ الورى وتستّروا بالبَلْكَفَة[1]

إنّ ما ذكره في البيت الثاني وإن كان حقّاً فإنّ القول بالرؤية لا ينفكّ عن التجسيم والتشبيه ، والقول بأنّه جسم بلا كيف أو أنّه يُرى بلا كيف مهزلة لا قيمة


[1] الكشاف 1 : 576 ط مصر ، في تفسير قوله : (وَلَمَّا جَاءَ مُوسى لِمِيقَاتِنَا) .

نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست