responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبادة حدّها ومفهومها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 20

3 ـ تعريف ابن تيمية

وأكثر التعاريف عرضة للاِشكال هو تعريف ابن تيمية إذ قال:

«العبادة اسم جامع لكلّ ما يحبّه الله ويرضاه من الاَقوال والاَعمال الباطنية والظاهرية كالصلاة والزكاة والصيام، والحجّ، وصدق الحديث وأداء الاَمانة، وبرّ الوالدين وصلة الاَرحام»[1].

وهذا الكاتب لم يفرّق ـ في الحقيقة ـ بين العبادة والتقرّب، وتصوّر أنّ كلّ عمل يوجب القربى إلى الله، فهو عبادة له تعالى أيضاً، في حين أنّ الاَمر ليس كذلك، فهناك أُمور توجب رضا الله، وتستوجب ثوابَه لكنها قد تكون عبادة كالصوم والصلاة والحجّ، وقد تكون موجبة للقرب إليه دون أن تعدّ عبادة، كالاِحسان إلى الوالدين، وإعطاء الزكاة، والخمس، فكلّ هذه الاَُمور (الاَخيرة) توجب القربى إلى الله في حين لا تكون عبادة. وإن سمّيت في مصطلح أهل الحديث عبادة، فيراد منها كونها نظير العبادة في ترتّب الثواب عليها.

وبعبارة أُخرى: أنّ الاِتيان بهذه الاَعمال يعدّ طاعة لله ولكن ليس طاعة عبادة.

وإن شئت قلت: إنّ هناك أُموراً عباديّة، وأُموراً قربيّة، وكلّ عبادة مقرِّبة، وليس كلّ مقرِّب عبادة، فدعوة الفقير إلى الطعام، والعطف على اليتيم ـ مثلاً ـ توجب القرب، ولكنّها ليست عبادة بمعنى أن يكون الآتي بها عابداً بعمله لله تعالى.

وإذا وقفت على قصور هذه التعاريف هنا نذكر في المقام تعريفين، كلّ يلازم الآخر.


[1] مجلة البحوث الاِسلامية، العدد 2 : 187، نقلا عن كتاب العبودية: 38.

نام کتاب : العبادة حدّها ومفهومها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست