responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشفاعة في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 47

إلى هنا تبيّن أنّ طلب الشفاعة يرجع إلى طلب الدعاء ، وهو أمر مطلوب في الشرع من غير فرق بين طلبه من الشفيع في حال حياته أو مماته ، فهو لا يخرج عن حد طلب الدعاء ، وأمّا كونه ناجعاً أو لا ؟ فهو أمر آخر نرجع إليه كما مرّ . والذي يحقّق هذا الأمر هو صدور مثله من السلف الصالح في العصور المتقدمة وإليك نزراً منه:

السلف وطلب الشفاعة من النبي الأكرمـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ

1 ـ الأحاديث الإسلامية وسيرة المسلمين تكشفان عن جواز هذا الطلب ، ووجوده في زمن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فقد روى الترمذي في

«صحيحه» عن أنس قوله: سألت النبي أن يشفع لي يوم القيامة ، فقال: «أنا فاعل» ، قال: قلت: يا رسول الله فأنّى أطلبك ، فقال: «اطلبني أوّل ما تطلبني على الصراط»[1] . فالسائل يطلب من النبي الأعظم ، الشفاعة دون أن يخطر بباله أنّ هذا الطلب يصطدم مع أُصول العقيدة . 2 ـ هذا سواد بن قارب ، أحد أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول مخاطباً إيّاه:

فكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة * بمغن فتيلا عن سواد بن قارب[2]

3 ـ روى أصحاب السير والتاريخ ، أنّ رجلا من قبيلة حمير عرف أنّه سيولد في أرض مكة نبي الإسلام الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، ولما خاف أن لا



[1] صحيح الترمذي 4: 621 ، كتاب صفة القيامة ، الباب 9 .
[2] الإصابة 2: 95 ، الترجمة 3576 ، وقد ذكر طرق روايته البالغة إلى ست ، وراجع أيضاً الروض الأُنف 1: 139 ; بلوغ الإرب 3: 299 ; عيون الأثر 1: 72 .

نام کتاب : الشفاعة في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست