نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 76
روى البخاري عن أبي هريرة أنّه سمع رسول الله "صلى الله اليه وآله وسلم " يقول: إنّ ثلاثة في
بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكاً، فأتى
الاَبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لَون حسنٌ وجلدٌ حسنٌ، قد قذرني
الناس، قال: فمسحه فذهب عنه فأُعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً، فقال: أي المال
أحب إليك؟ قال: الاِبل أو قال البقر هو شك في ذلك أنّ الاَبرص والاَقرع قال
أحدهما: الاِبل وقال الآخر: البقر، فأُعطي ناقة عُشراء، فقال: يبارك لك فيها؛ وأتى
الاَقرعَ فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا، قد
قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب وأُعطي شعراً حسناً، قال: فأي المال أحب
إليك؟ قال: البقر، قال: فأعطاه بقرة حاملاً، وقال: يبارك لك فيها؛ وأتى الاَعمى
فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: يرد الله إلىَّ بصرى فأبصر به الناس، قال:
فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطاه شاة
والداً، فأُنتج هذان وولّد هذا، فكان لهذا وادٍ من إبل، ولهذا وادٍ من بقر، ولهذا وادٍ
من الغنم.
ثم إنّه أتى الاَبرص في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكين تقطّعت بى
الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون
الحسن والجلد الحسن والمال، بعيراً أتبلّغ عليه في سفري، فقال له: إنّ الحقوق
كثيرةٌ، فقال له: كأنّي أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيراً فأعطاك الله ؟
فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت،
وأتى الاَقرعَ في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه
هذا، فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت، وأتى الاعمى في صورته فقال:
رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلاّ بالله
ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري؟ فقال: قد كنت
أعمى فرد الله بصري، وفقيراً فقد أغنانى، فخذ ماشئت، فوالله لا أجهدك اليوم
بشيء أخذته لله ، فقال: أمسك مالك، فانّما ابتليتم، فقد رضي الله عنك وسخط
على صاحبيك [1].
[1] البخاري: الصحيح: 4 | 171 ـ 172 ، باب حديث أبرص وأعمى وأقرع .
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 76