المطلب الرّابع:
في مرتبة علم الكلام وشرفه
قالوا: [1] وإنّما وجب تقديمها ليعرف قدره، ورتبته فيما بين العلوم، فيسعى بقدره في اكتسابه، ويعتنى بحسبه في اقتنائه .
ولمّا كان كما علمت موضوعه، أعمّ الأُمور وأعلاها، وغايته أشرف الغايات وأجداها، ودلائله يقينيّة، يحكم بصحّة مقدّماتها صريح العقل.
وقد تأيّدت بالنّقل، وهي; أي شهادة العقل بصحّتها مع تأيّدها بالنّقل هي الغاية في الوثاقة.
وهذه هي جهات شرف العلم لا تعدّوها، فهو أشرف العلوم بحسب جهات الشّرف كلّها[2].
وهذا ما أوردنا إيراده في المقدّمة، فلنخض في شرح الكتاب.