responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 513

فلا يمكن أن يحكم عليه من هذه الحيثيّة بحكم من الأحكام ضرورة وجوب كون المحكوم عليه من حيث هو محكوم عليه ملحوظاً بذاته ملتفتاً إليه بنفسه ; كـ «المرآة» فإنّها محسوسة بنفسها وآلة لإحساس ما يرتسم فيها من الصّور المحسوسة. فإذا نظر النّاظر إليها ليبصر فيها صورة وجهه فيها، لا يلتفت في هذه الحالة من حيث إنّه ناظر إلى صورته إلى المرآة، ولا يلاحظها بذاتها مع كونها محسوسة له في هذه الحالة لا محالة، فلم يمكنه الحكم عليها في هذه الحالة، ومن هذه الجهة بشيء من الأحكام، بخلاف ما إذا نظر فيها ملتفتاً إلى نفسها ملاحظاً لجوهرها، فإنّه يمكنه أن يحكم عليها بأيّ حكم أراد، كذلك المعقولات، قد يكون آلة لملاحظة غيرها من المعقولات غير ملتفت إليها من حيث أنفسها، وذلك كجميع الصّور العلميّة الحاصلة من الأشياء في الذّهن مثل «صورة السّماء» الحاصلة في ذهنك، فإنّك إذا التفت إليها من حيث إنّها «صورة السّماء» يكون آلة لملاحظتك «السّماء» وليست بملحوظة في نفسها، ولا يمكنك أن تحكم عليها من هذه الجهة، وفي هذه الحالة، بأنّها جوهر أو عرض .

ثمّ إذا جعلتها ملحوظة بذاتها، والتفت إليها من حيث نفسها ـ أعني: من حيث انّها شيء من الأشياء وحاصل في ذهنك ـ أمكنك أن تحكم عليها بأنّها جوهر أو عرض، إلى غير ذلك .

وكذلك المعلومات المدركة بتلك الصّور العلميّة من حيث انّها معلومات، قد يكون بعضها آلة لملاحظة بعضها غير ملحوظة بنفسها، وغير ملتفة إليها بذاتها، مثل الإمكان، واللّزوم، والوجود، والاتّصاف، وأمثال ذلك، فالإمكان مثلاً معنى معقول إذا اعتبره الغافل ليعرف به حال الماهيّة الّتي هي معقول آخر بالقياس إلى الوجود أو العدم، يكون آلة له في تعرف حال الماهيّة، والوجود ولا

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 513
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست