نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 462
إشارة عرفانيّة
اعلم: أنّ ما نقلنا من بعضهم سابقاً في توجيه كلام الصّوفية في وحدة الوجود ممّا يناسب مذهب الحكماء على ما حقّقنا من تحقّق الحقائق المختلفة للوجود، [1] فإنّه إذا كان للوجود حقائق[2] مختلفة متحقّقة ويمكن أن يتفطّن بكون تلك الحقائق غير مختلفة بتمام الحقيقة، بل بالشّدة والضّعف[3]، فيكون الوجود حقيقة واحدة متفاوتة في المظاهر الّتي هي الماهيّات بحسب الشّدة والضّعف، والكمال والنّقص.
ولمّا كانت الوجودات المتفاوتة[4] قائمة بالماهيّات متعيّنة بتعيّناتها، لم يلزم أن يكون اختلافها[5] في نفس حقيقة الوجود، ليلزم التّشكيك في الذّاتي[6]، بل في تعيّناتها التّابعة للماهيّات المختلفة.
وهذا في الحقيقة اختلاف في ظهور آثار الوجود قلّةً وكثرةً، بل لمّا كان اختلاف الوجودات كما عرفت تبعاً لاختلاف الماهيّات، فمع قطع النّظر عن
[1] بالشّدة والضّعف. [2] أي أفراد . [3] كاختلاف البياض في الثّلج والقرطاس، لا كاختلاف الإنسان والفرس والغنم. [4] بالشّدّة والضّعف. [5] الوجودات. [6] لأنّ الوجود ذاتيّ لنفسه أي ليس بعرض، لأنّ الشّيء بالنّسبة إلى نفسه ذاتيّ له أي ليس بعرض.
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 462