أقول: ولمّا فرغ من أبحاث السّبق وأقسامه عاد إلى أبحاث القدم والحدوث فقال: والقدم والحدوث الحقيقيّان; أي لا الإضافيّان، لا يعتبر فيهما الزّمان; أي لا يجب أن يكون كلّ حادث حادثاً في زمان، وكلّ قديم قديماً في زمان، وإلاّ تسلسل، لأنّ الزّمان: إمّا حادث أو قديم، إذ لا خُلوّ عنهما[1]; لكونهما إيجاباً أو سلباً، فيكون هو أيضاً على التقديرين في زمان، وهكذا، فيلزم التّسلسل، والغرض منه أن لا يلزم من فرض حدوث الزّمان ; قِدَمُهُ، على ما توهمته جماعة.
والحدوث الذّاتيّ متحقّق، قد عرفت أنّ معنى الحدوث الذّاتي على مصطلح المتأخّرين ; هو مسبوقيّة الوجود بالغير.
وما فسّره به الإمام الرّازي [2] وغيره من احتياج الشّيء في وجوده إلى
[1] أي الحادث والقديم. [2] لاحظ: المباحث المشرقيّة: 1 / 134 / الفصل الثّاني من الباب الخامس .
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 414