نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 380
المسألة الخامسة والعشرون
في الإمكان الاستعدادي
قال : والاستعدادي قابل للشدّة والضّعف ويعدم ويوجد للمركّبات وهو غير الإمكان الذّاتي.
أقول: اعلم، أنّ لفظ الإمكان قد يطلق على معنى آخر غير المذكور[1]، وهو تهيّؤ الشّيء لصيرورته شيئاً آخر، كتهيّؤ النّطفة لصيرورتها إنساناً وتهيّؤ الطّفل لصيرورته كاتباً.
وهذا المعنى له نسبة إلى الشّيء الأوّل ونسبة إلى الشّيء الثّاني.
فبالاعتبار الأوّل: يقال له الاستعداد، فيقال: إنّ النّطفة مستعدّة لأن تصير إنساناً.
وبالاعتبار الثّاني: يقال له الإمكان الاستعدادي، والإمكان الوقوعي أيضاً، فيقال: إنّ الإنسانيّة يمكن أن توجد في النّطفة، ولا يمكن أن توجد في المُدرة.[2]
ولو قيل: إنّ النّطفة يمكن أن تصير إنساناً ; كان معناه ما ذكرناه.
وهذا[3] ـ أعني: كون الإنسان ممكناً أن يوجد في النّطفة ـ غير الإمكان
[1] أي غير المعاني المذكورة. [2] المَدَرُ: قِطَعُ الطّين اليابس. لسان العرب: مادة «مدر». [3] أيّ الاعتبار الثّاني .
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 380