وعلى ضوء ذلك إنّ التمسّح بما لم يمسّ جسده(صلى الله عليه وآله وسلم)له أصل في الدين، وأنّ المسلمين ينطلقون في جواز ذلك من مبدأين:
المبدأ الأوّل: مبدأ الحب والودّ والتعزير والتكريم، إذ لا شكّ أنّ الشرع دعا إلى حب النبي وودّه وتكريمه وتعزيره.
قال سبحانه:(قُلْ إِنْ كانَ آبَاؤكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزواجُكُمْ وعَشيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَها وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهاد في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقينَ).[1]
ويقول أيضاً في مدح الذين يوقّرون النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)ويحترمونه:
(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[2]
روى البخاري عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)قال:«فوالّذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من والده وولده».
وروى عن أنس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين».[3]
وقد عقد مسلم باباً باسم: «باب وجوب محبة رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)»