ويُسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنّك لست من هذه
الاَُمّة وليسوا منك.
أولست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سميّة أنّهم على دين
عليّـ صلوات الله عليه ـ فكتبت إليه: أن اقتل كلّ من كان على دين
عليّ، فقتلهم ومثّل بهم بأمرك، ودين عليّ هو دين ابن عمّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ الذي
كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي أنت فيه،
ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشّم الرحلتين رحلة الشتاء
والصيف»[1].
هذا هو الحسين، وهذا هو إباؤه للضيم ودفاعه عن الحق ونصرته للمظلومين
في عصر معاوية. وذكرنا هذه المقتطفات كنموذج من سائر خطبه ورسائله التي
ضبطها التاريخ.