responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 90

وخامساً: أنّ معنى قوله: فينادي بصوت (إذا صحّ ضبطها بصيغة المعلوم): أنّه يوجِد النداء يوم القيامة ويسمعه من قرُب ومن بعُد، لا أنّه يتكلّم بذاته بالحروف والأصوات، ومثل هذا الاستعمال كثير، فلا فرق بين أن يقول: «نادى» أو يقول: «قال»، فالجميع من صفات الفعل.

وسادساً: إذا دلّ العقل الحصيف، الذي عرفنا به الله سبحانه وتعالى، على امتناع قيام الحوادث بذاته، لا يعتدّ بخبر الواحد، وإن بلغ من الصحّة ما بلغ، إذا كان على خلاف ما يحكم به العقل الحصيف، الذي هو من حجج الله سبحانه.

وللشيخ محمد زاهد الكوثري في نقد هذا، كلام نذكره بنصه:

قال: وقد أفاض الحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ المنذري في رسالة خاصّة في تبيين بطلان الروايات في ذلك زيادة على ما يوجبه الدليل العقلي القاضي بتنزيه الله عن حلول الحوادث فيه سبحانه، وإن أجاز ذلك الشيخ الحرّاني(ابن تيمية) تبعاً لابن ملكا اليهودي الفيلسوف المتمسلم، حتى اجترأ على أن يزعم أنّ اللفظ حادث شخصاً قديم نوعاً يعني أنّ اللفظ صادر منه تعالى بالحرف والصوت فيكون حادثاً حتماً، لكن ما من لفظ إلاّ وقبله لفظ صادر منه إلى ما لا أوّل له فيكون قديماً بالنوع... إلى أن قال: ولم يدر المسكين بطلان القول بحلول الحوادث في الله جلّ شأنه، وأنّ القول بحوادث لا أوّل لها هذيان، لأنّ الحركة انتقال من حالة إلى حالة فهي تقتضي بحسب ماهيتها كونها مسبوقة بالغير، والأزل ينافي كونه مسبوقاً بالغير، فوجب أن يكون الجمع بينهما محالاً.[1]


[1] مقالات الكوثري:124، طبعة عام 1414هـ ، المكتبة الأزهرية للتراث.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست