نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 88
يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد، عن ابن عقيل، عن جابر، عن عبد الله بن أُنيس، قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «يحشر الله العباد... فينادي مناد بصوت يسمعه مَن بَعُد...».[1]
ومع وجود هذا اللفظ (ينادي مناد بصوت) في رواية الطبراني، فإنّ الاستناد إلى هذا الحديث في إثبات الصوت لله سبحانه (حتى مع غضّ الطرف عن سنده) يصبح أمراً متعذّراً.
رابعاً: أمّا الاستدلال بالحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه، عن أبي سعيد الخدري، والذي جاء فيه: قال النبي: يقول الله يا آدم فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت: إنّ الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار.[2] قوله: «فينادي» يقرأ على وجهين: بصيغة المعلوم فيكون المنادي هو الله ويصير كالشاهد على مذهب ابن تيمية، وبصيغة المجهول: «فيُنادى بصوت» فيكون نائب فاعله هو آدم، ومع هذا الاحتمال لا يمكن أن يستدلّ بمثل هذا الحديث على عقيدة يطلب فيها العلم.
خامساً: أنّ البخاري أخرجه في صحيحه من طريقين آخرين، عن أبي سعيد الخدري(رضي الله عنه)عن النبي باللفظ التالي: يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول: أخرجْ بعث النار... .[3]
فقد ورد فيه: يقول الله تعالى، مكان «فينادى بصوت» فصار الحديث
[1] تهذيب الكمال:23/393ـ394، ترجمة القاسم بن عبد الواحد، برقم 4801. [2] صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى:(وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ)، برقم 7483. [3] صحيح البخاري، كتاب حديث الأنبياء، برقم3348، وكتاب الرقاق، باب قوله تعالى:(إنّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظيمٌ)، برقم653.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 88