responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 430

المحدّثون في كتبهم، فقد رتّب عليه أنّ الأئمة الأربعة رووا عن الإمام الصادق لكن لم يأخذوا عنه قواعد الفقه، والمسكين يموّه بذلك على أذهان عامّة الناس، ويقول: إنّ الصادق(عليه السلام) كأحد الرواة.

والحال هو أنّ الأحاديث والروايات كانت تحتوي على القواعد الفقهية، وكان الفقهاء يستخرجونها من الأحاديث. فإذا كان أبو حنيفة يعترف بقوله: أليس أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس، فقد اعترف بأعلمية الإمام الصادق، فهل يعقل أنّه يتركه ولا يأخذ منه علماً يستفيد منه؟!

وإذا كان الإمام مالك بن أنس وصف الإمام الصادق بقوله: ما رأت عين ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً، فإذا كانت هذه مكانة الإمام الصادق(عليه السلام) فهل يمكن ألا يستفيد من نمير علمه؟! كيف وقد روي أنّ أبا حنيفة كان يفتي في المسجد الحرام إذ وقف عليه الإمام الصادق(عليه السلام)ففطن أبو حنيفة فقام فقال: يا ابن رسول الله لو علمت أوّل ما وقفت لما قعدت وأنت قائم، فقال: اجلس وافت الناس على هذا أدركت آبائي.[1]

يقول ابن أبي الحديد: أمّا أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف ومحمد وغيرهما فأخذوا عن أبي حنيفة، وأمّا الشافعي فقرأ على محمد بن الحسن، فيرجع فقهه أيضاً إلى أبي حنيفة، وأمّا أحمد بن حنبل فقرأ على الشافعي فيرجع فقهه أيضاً إلى أبي حنيفة، وأبوحنيفة قرأ على جعفر بن محمد(عليهما السلام).[2]

هذا وإنّ ابن تيمية قد ناقض كلامه هذا ـ في مقام آخر من كتابه ـ حيث


[1] طبقات الحنفية:1/463.
[2]شرح نهج البلاغة:10/18.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست